انطلاق فعاليات النسخة 18 من موسم طانطان: احتفاء حي بالتراث الحساني
بحضور السيد الفاضل بنيعيش رئيس مؤسسة ألموكار و عامل إقليم طانطان السيد عبد الله شاطر بالإضافة إلى رئيس هيئة الثرات لدولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الأساسي للموسم و كذا برلمانيو و منتخبوا الإقليم و رؤساء المصالح الخارجية الإقليمية و الجهوية و عدة شخصيات مدنية و عسكرية و ضيوف موسم طانطان .
انطلقت بمدينة طانطان و تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله فعاليات النسخة الثامنة عشرة من موسم طانطان، وسط أجواء احتفالية مفعمة بعبق التراث الحساني، حيث تحولت الفضاءات المحيطة بساحة السلم والتسامح إلى مسرح مفتوح يعرض مختلف أوجه الثقافة الصحراوية المغربية الأصيلة.
وتميز افتتاح الموسم هذا العام بعروض تراثية غنية، أبرزها الخيام الموضوعاتية التي عكست جوانب من الحياة البدوية ومظاهر العيش التقليدي. ففي إحدى هذه الخيام، تم تقديم فن صناعة الخيام الصحراوية من وبر الإبل وشعر الماعز، حيث عرض الحرفيون تقنيات الغزل والحياكة أمام الزوار، في تفاعل مباشر مع الحضور.
وفي خيمة أخرى خُصصت لعرض الأكلات الصحراوية، تفننت النساء في إعداد أطباق تقليدية، بينما ظهرت أخريات وهنّ يطحنّ الزرع بالرحى، في استحضار حي لمشاهد الحياة اليومية القديمة.
أما خيمة العرس الصحراوي، فقد جذبت الأنظار بعرض حي يُجسد طقوس الزفاف التقليدي، حيث ظهرت العروس بالزي المحلي، وسط نساء يرقصن على إيقاعات الطبل وأغاني التراث الحساني.
وفي ركن آخر، استحضرت خيمة “المحضرة” الأجواء الروحية والتعليمية القديمة، حيث جلس الأطفال أمام ألواح خشبية يقرأون ويتعلمون القرآن الكريم، في مشهد يحيي الذاكرة الدينية العريقة للمنطقة.
كما حظي الأطفال بفضاء خاص داخل خيمة الألعاب الشعبية، حيث بدت الفتيات مستغرقات في لعب “الخميسة” و”الدمى”، وأخريات يمارسن لعبة “السيك”، في حين تجمع الرجال حول رقعة “الضامة”، وانطلق الصبيان في لعبة “آراح” بحماس طفولي يعكس روح البداوة والفرح الجماعي.
وشهدت ساحة السلم والتسامح لحظة رمزية قوية، تمثلت في إطلاق الحمام الأبيض، كرسالة سلام وتعايش بين الشعوب، تلتها عروض الفروسية التقليدية واستعراضات الجمال، حيث مرّ الجمالة بلباسهم التقليدي في مشهد استعراضي يجسد ارتباط الإنسان الصحراوي بالإبل كرمز للهوية والانتماء.
ويواصل موسم طانطان، المدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، في نسخته الثامنة عشرة، تأكيد مكانته كموعد ثقافي بارز، يعيد ربط الحاضر بجذور القبيلة وروح الصحراء، ويحتفي بقيم التنوع والانفتاح والتسامح