كلمة رئيس مؤسسة ألموكار طانطان للمشاركين في ندوة الشعر النسائي " التبراع"


 

كلمة السيد رئيس مؤسسة الموكار


أيها الحضور الكريم لظروف خاصة لن يستطيع السيد رئيس المؤسسة حضور افتتاح هذه الندوة ولهذا سأنوب عنه لإلقاء كلمة افتتاح الندوة


أيتها السيدات والسادة


دأبت مؤسسة أموكار طائطان على تنظيم الندوة الثقافية الرئيسة لموسم طانطان للمهرجان سعيا منها إلى إثراء واغناء البرنامج الثقافي الذي يضم عدد كبير من اللقاءات والندوات الثقافية التي تنظم بشراكة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني الفاعلة بمدينة طانطان.



وقد اخترنا هذا العام موضوعاً متميزا، يتمثل في الشعر النسائي في الصحراء: التبراع من الممارسة إلى التوثيق"، إذ يكتسب أهمية كبيرة لكونه جنساً أدبيا خاصاً، من الشعر الحساني وكإبداع أدبي مختلف عن غيره من حيث البنية وظروف الأداء . ليس سراً أن مكمن الفرادة والاختلاف لا يؤشر فقط على ميسم الخصوصية الذي يجعل من


التبراع دليلا على تقدير واحتفاء البيضان بالمرأة وما تبدعه، بل إنه دليل على فرض المرأة البيضانية حضورها في المشهد الثقافي، وتوقيعها ببصمتها الخاصة على الإبداع الشعري


الرائق، والمختلف. إنه مختلف من وجوه عدة، نذكر من بينها:


أنه مختلف أو بالأحرى متميز ، لأنه حفر في ذاكرة الشعر مصطلحا مختلفا عن عموم الشعر الحساني المعروف اصطلاحا ب " لغن" ، إذ أن التبراع، وإن حشره الدارسون ضمن لغن أو شعر الحسانية، مختلف من حيث البنية التي تناسب نعومة تاء التأنيث التي قال عنها أحد كبار الصوفية كل ما لا يؤنث لا يعول عليه، فالتبريعة ليست سوى : " قصيدة صغيرة من شطرين ذات روي واحد ، خلافاً للكاف والطلعة، كما أكدت كاثرين تين الشيخ. إنه شعر عاطفي في الغالب، كما هو الحال بالنسبة إلى شعر العروبيات بفاس الذي جمع ماذج منه محمد الفاسي في كتابه " رباعيات نساء فاس العروبيات) ، غير أن التجديد من التبراع ، فأضحت التبريعات تتناول مواضيع أخرى وطنية ودولية وإنسانية، كما كرت الدكتورة العالية ماء العينين في دراستها القيمة : نساء على أجنحة التبراع. إنه يعكس قوة شخصية المرأة الحسانية وقدرتها على التخفف من رقابة وسلطة المجتمع ون التنازل عن أخلاق نساء البيضان اللاتي تغلب عليهن الحشمة بمغزاها الاجتماعي.


د حرصنا في هذه الندوة على دعوة باحثات مقتدرات وشاعرات مبدعات مع ثلة من الباحثين من لهم إلمام واطلاع على هذا الفن الذي يتجاوز الخصوصية كي يعانق قضايا المجتمع

مستحضرين في ذلك العلاقة الجدلية القائمة بين الفن و الواقع، إذ أن شعر التبراع يجلو كثيرا من جوانب حضور الذات والآخر ممثلا في المجتمع والسياقات التي تحكم الإبداع.


لقد بذلت مؤسساتنا الثقافية والأكاديمية جهدا مشكوراً في توثيق قدر من التبراع، ونقله من الشفاهة إلى التدوين، ويسعدني أن أشيد في هذا النطاق بمنجز أكاديمية المملكة المغربية التي وفرت للقارئ العربي والأجنبي كتابا هاماً يتضمن عدداً كبيرا من نماذج شعر نساء الصحراء التبراع، مع ترجمتها إلى الفرنسية، ونأمل أن نمضي قدماً في هذا النهج آملين أن تتمخض عن الندوة توصيات عملية تساهم أجرأتها في تعزيز توثيق ونشر شعر التبراع الذي لا يزال يغتني بإبداعات النساء المتواصلة إلى اليوم.


أشكركم غاية الشكر


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته