الزمامرة: محمد كرومي
تعرف مدينة الزمامرة في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً حول طبيعة المشاريع التي يتم تنفيذها أو التخطيط لها من قبل رئيس الجماعة. تبرز هنا مفارقات واضحة بين المشاريع التي تخدم المصلحة العامة للساكنة والمشاريع التي تخدم المصالح الشخصية للرئيس، ما يفتح باب التساؤل حول أولويات التنمية في المدينة.
-مشاريع تخدم مصالح الرئيس الشخصية
1. إغلاق روض حنان واستبداله بملحقة لنادي نهضة أتليتيك الزمامرة
يعد قرار إغلاق روض حنان واستبداله بملحقة رياضية تابعة للنادي مثالاً واضحاً على المشاريع التي يبدو أنها تخدم مصالح خاصة أكثر من خدمة المواطن. فبينما كان روض حنان يمثل فضاء تعليمياً ضرورياً للأطفال في المدينة، فإن استبداله بمشروع رياضي يخدم فئة محدودة يثير الشكوك حول مدى مراعاة احتياجات الساكنة في هذه القرارات.
2. بناء فندق تابع لنادي أتليتيك الزمامرة
المشروع المتمثل في إنشاء فندق تابع للنادي الرياضي يظهر وكأنه يخدم بشكل مباشر مصالح النادي ورئيسه، على حساب احتياجات الجماعة. في مدينة تفتقر إلى جامعة أو مؤسسات تعليمية عليا، كان من الأولى استثمار الوعاء العقاري لبناء جامعة توفر فرص التعليم العالي لشباب الزمامرة، بدلاً من التركيز على مشروع يخدم فئة محدودة ويحقق مكاسب مالية مباشرة.
3. القاعة المغطاة
القاعة المغطاة، رغم أهميتها للنشاط الرياضي، تعكس في جانب كبير الأولوية التي يعطيها الرئيس للرياضة على حساب المشاريع الاجتماعية والتعليمية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر. يتساءل العديد من المواطنين عن جدوى استثمار الوعاء العقاري للجماعة في مثل هذه المشاريع التي تخدم مصالح الرئيس المرتبطة بالنادي الرياضي، بدلاً من تخصيصه لمشاريع تنموية تخدم جميع الساكنة.
-مشاريع تخدم المواطن ولكنها تحتاج إلى تعزيز
1.تعزيز المستشفى المحلي بدل السوسيو الرياضي الفاشل
المستشفى المحلي في الزمامرة يعاني من نقص كبير في التجهيزات الطبية والأدوية، إلى جانب غياب طبيب متخصص في الولادة، وهو ما يزيد من معاناة الساكنة. بدلاً من الاستثمار في مشروع "السوسيو الرياضي" الذي ثبت فشله وعدم استقطابه للجمهور، كان من الأجدى توجيه الموارد لتطوير الخدمات الصحية الأساسية، خاصة في ظل الحاجة الملحة لرعاية صحية متكاملة.
2.التكوين المهني والمدارس العمومية
في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، فإن بناء مراكز تكوين مهني ومدارس عمومية ذات جودة يعد من أهم الأولويات التي يجب التركيز عليها. هذه المشاريع قادرة على تزويد الشباب بمهارات تؤهلهم لدخول سوق العمل وتساهم في تقليل الهدر المدرسي. في المقابل، نجد أن القاعة المغطاة، رغم فائدتها الرياضية، لا تخدم سوى فئة محدودة تابعة للرئيس، بينما تبقى الأغلبية بحاجة إلى تعليم وتأهيل عملي.
-احتكار الوعاء العقاري من طرف المشاريع الرياضية
أحد أكثر القضايا التي تثير الانتقاد هو استحواذ المشاريع المرتبطة بالرياضة، وتحديداً تلك التي تخدم النادي الرياضي، على مساحات واسعة من الوعاء العقاري التابع للجماعة. في الوقت نفسه، تظهر حاجة ملحة لهذه الأراضي لتنفيذ مشاريع اجتماعية وتعليمية مثل المدارس، المستشفيات، أو وحدات السكن الاجتماعي التي تخدم المواطن بشكل مباشر.
-الخلاصة
من الواضح أن الأولويات الحالية لرئيس الجماعة تعكس تفضيلات شخصية ومصالح محددة، على حساب المشاريع التي تخدم المصلحة العامة. تحقيق التوازن بين المشاريع الرياضية والمشاريع الاجتماعية والتنموية يجب أن يكون هدفاً أساسياً لأي مسؤول يسعى لتحقيق التنمية الشاملة. فالمواطنون في الزمامرة بحاجة إلى خدمات صحية، تعليمية، وتأهيلية تساهم في تحسين جودة حياتهم، وليس إلى مشاريع تخدم قلة محدودة أو مصالح شخصية.
